Translate

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

المراهقة مرحلة اضطراب ومعاناة

تعتبر المراهقة من أصعب مراحل عمر الإنسان ، فهي مرحلة معاناة واضطراب وبخاصة في المجتمعات الصناعية ، وهي مجتمعات تضع قيودا على سلوك الفرد ورغباته ، كما تحدد مستويات طموحه ، ولا تفسح له المجال للمشاركة في الحياة الاجتماعية إلا بعد انتظار طويل ، وقد دأب بعض الباحثين على تسمية هذه المعاناة وهذه الاضطرابات " أزمة المراهقة "
    إن المراهق في هذه المرحلة من العمر يلتفت كثيرا إلى ذاته ، وينظر إلى نفسه كذات مستقلة ، وليس الوعي بالذات وليد مرحلة المراهقة ، فهو يبدأ منذ الطفولة ، ولكن الجديد فيه فهو تعميق هذا الوعي وبلورته .
  أمام هذا النمو يحاول المراهق جاهدا التخلص من مرحلة الطفولة  ، ومن كل الروابط التي تشده إليها ، فيجد في نفسه رغبة تجذبه إلى المستقبل الرحب الآفاق ، هذا الإحساس وهذه الرغبة يطلق عليها "ليفين " – تغيير الانتماء للجماعة –
   إن الراشدين في كثير من الأحيان لا يساعدون المراهقين في محاولتهم الاندماج في عالم الراشدين بسبب عدم ثقتهم فيهم ...وهم بذلك لا يعترفون له بذاته  ، وإن كان يحس من وجهة نظره أنه كفء ، فإن المزيد من النضج يحتاجه ، ويتضح ذلك عند مواجهته موقفا من المواقف في عالمه الواقعي ، فيحتاج الى مساعدة من حوله ، فإن وجد المساعدة فإنه يندمج في حياة الكبار بهدوء ويسر وإلا فإن حياته تتعرض للاضطراب والصراعات ويدخل في مسلسل العناد والحرب من أجل الاعتراف له بذاته .
   يضاف إلى ذلك ما يعانيه المراهقون عامة من مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية بسبب التغيرات السريعة التي تجتاح العالم ، ناهيك عن أن هصرنا هذا يشهد تضاربا واضحا في القيم ن مما يترتب عنه نشأة جيل جديد من الشباب الذي يعاني تمزقا وتشتتا نفسيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق