Translate

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

الحاجة الى وضع النحو

   كان العرب قبل العصر الإسلامي يتكلمون اللغة العربية سليقة لا تعلما باعتبارها اللغة الأم لغة التواصل اليومي ... فظهر على إثر ذلك مجموعة من الأدباء والشعراء الذين لازالت آثارهم تدرس حتى اليوم من عنترة إلى الحارث بن حلزة مرورا بالنابغة و كعب بن زهير ، ونظرا للقيمة الأدبية التي كان يختص بها الشعراء في العصر الجاهلي ، كانت تعلق أجود أشعارهم على جدار الكعبة تقديرا لأصحابها .
    وفي هذه المرحلة لم يكن العرب في حاجة إلى تعلم اللغة العربية ، وكلما ابتعدنا عن العصر الجاهلي ودخلنا في العصر الإسلامي ظهر قوم يتكلمون العربية تعلما لا سليقة ، وبسبب الفتح الإسلامي ودخول الأعاجم في الدين الإسلامي من فرس وروم واختلاطهم بالعرب خاصة في الحضر، بدأ اللسان العربية يلحن ، فظهرت الحاجة الى تعلم اللغة العربية خوفا على ضياعها ، فاشتهرت صناعة النحو بالكوفة والبصرة ، والغريب في الامر أن أغلب النحويين غير عرب ( فرس ) وعلى رأسهم واضع النحو " سيبويه " في كتاب تحت عنوان " الكتاب " وهو أول ما وضع في تقعيد النحو .

    إذا كانت اللغة العربية عبر التاريخ عرفت تطورا وفتورا حسب المراحل ، فإنها اليوم في حاجة إلى من يعيد لها الاعتبار بسبب اعتماد العرب كل حسب محيطه  له لهجته البعيدة عن اللغة العربية الفصيحة بالإضافة إلى الاهتمام باللغات الأجنبية نتيجة التطور التكنولوجي ...
فأصبح ينظر إليها على أنها لغة الدين لا لغة العصر والعلم لأنها لا تساير المستجدات التي يتطلبها العصر الحديث  . والقصور هاهنا لا يعود إلى اللغة بل يعود إلى متكلمي هذه اللغة ، هم الذين لم يسايروا  التطور المعرفي واقتصروا على التراث كل يبكي على ليلاه .
   فنحن – العرب – مطالبون بإعادة الاعتبار للغة العربية لغة الدين والعلم والمعرفة والقيم الإنسانية النبيلة... وهذا مرتبط بمدى قدرة متكلميها على الاندماج في عصر العولمة .
   والمسؤولية ملقاة بالخصوص على أساتذة هذه اللغة هم الذين يعرفون أسرارها البلاغية والتركيبية والجمالية ، لكن كيف يعيدون لها الاعتبار ؟
    الجواب عن هذا السؤال يتطلب استحضار مجموعة من المقاربات البيداغوجية الفعالة في مجال التربية لأنها الحقل الذي يسمح للمتعلم بالتكلم باللغة العربية الفصحى في أحسن الأحوال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق