Translate

الأحد، 12 يناير 2014

قصة لها معنى للأستاذة " مليكة السليماني"

قصة لها معنى
كان يرتدي قميصا أصفر و سروالا بنيا ,تظهر عليه علامات العز و الثراء .......ما أثار انتباهي و هو يجلس القرفصاء بجانب العمارة التي أقطنها و بجانبه كتبه و أخذ بين أنامله الرقيقة قلما لا أدري ما يخط به. المهم أنني شعرت أن هذا الطفل دون الثانية عشر من عمره يستغل وقت فراغه في انجاز ما لم ينجزه في البيت الى حين ان يدق جرس الاعدادية المجاورة لنا ....دنوت منه و كم كانت خيبتي كبيرة حينما اقتربت منه لأحدثه بدافع الفضول حينما انبعثت رائحة غريبة من منديل كان يحمله جعلتني أبتعد عنه قليلا وأحذق في عينيه الغائرتين .كان أشبه بمعتوه نظر الي نظرة غريبة وقام متراخيا شيعت خطاه المريضة ..حالته جعلت قلبي يعتصر و نفسي تضيق . أسئلة كثيرة عبثت بقلبي المرهف الذي تضيق مساحته ولاتتسع لمثل هذه المشاهد..كيف تمتزج الطهارة بالقذارة ? كيف لهذا الطفل أن يحكم على نفسه بالموت مسبقا? كيف لهذه الأنامل الطاهرة النقية أن تأخذ رحلة الضياع و الانتحار و كيف لهذا السناء و الصفاء أن يشق طريقا :أوله تجربة و تقليد ولهو و آخره تشرد و اقصاء ?.يهون عليكم أبنائي أن تقدموا أنفسكم فداء لصقيع الانحراف...?
أيها الابرياء خذوا بين أناملكم الرقيقة الطاهرة و عبروا عما تجيش به خواطركم فالله سخر القلم لينتشلنا من براثن الجهل و الكسل و السؤال الم يأمرنا الله بأمره الرسول عليه السلام بالقراءة في قوله تعالى : "اقرأ باسم ربك الذي خلق" خذوا فرشاة وألوانا زاهية و ارسموا لوحات تسر الناظرين اليها او كرة دحرجوها بين أرجلكم تعلمكم المنافسة الشريفة ورسم الأهداف ....فالمستقبل أمامكم فاتحا دراعيه يستقبلكم استقبال الأهالي للجيش المنتصر العائد من المعركة .و الحياة مغبوطة بكم غبطة العاقر بمولودها الذكر ...أناشدكم الله يا أبنائي ألا تلقوا بأنفسكم الى التهلكة فأنتم أبناؤنا وفلذات أكبادنا و أنتم اخواننا وأزواج بناتنا وقبل هذا و ذاك فالوطن الحبيب يعقد عليكم آماله .فكروا في أولائك الآباء الذين يثوقون الى أن تكونوا خيرا منهم فهل أنتم مدركون . وفي النهاية أبنائي الأعزاء أتمنى لكم السداد و التوفيق و مستقبلا زاهرا ان شاء الله ولا تنسوا دروس الدعم .أمكم مالكة سليماني

هناك تعليق واحد:

  1. الأستاذة مليكة السليماني صاحبة الأسلوب السردي المتميز ، أدهشني تعاملك مع الأحداث والوقائع من خلال تفاعل الذات مع الموضوعات . وفق الله .

    ردحذف