Translate

الأربعاء، 14 يناير 2015

الحالة النفسية والوضعيات الإختبارية

الامتحانات تعتبر عقبة في وجوه التلاميذ ، حالة نفسية تربينا عليها منذ كنا صغارا ، هو في الحقيقة وضعية اختبارية تقيس مدى قدرة المتعلم على التفاعل مع مجموعة من القدرات والمهارات ، والإنسان بطبيعته يمر يوميا بمجموعة من الاختبارات ولكنه لا يعيرها أي اهتمام ، فيصيب تارة ويخطئ تارة أخرى ، ولا يحس بالضيق والحرج ، وكلما تعامل الإنسان مع الوضعيات الإختبارية بطريقة عادية استطاع الوصول إلى نتائج مرضية . نحن – الآباء – نربي في بناتنا وأبنائها الهلع ونعطي للامتحان أكثر مما يستحق ، ناهيك عن نظرة المجتمع إلى غير الناجحين في حياتهم الدراسية ، نعتبرهم فاشلين لا يقوون على شيء...
والحقيقة أننا نخطئ في حق أبنائنا إننا شركاء معهم في الفشل ، انشغلنا عنهم بأمر الحياة المادية واعتبرنا التربية تقتصر على توفير المأكل والملبس والمسكن في أحسن الأحوال، والحقيقة خلاف ذلك ، الحياة الأسرية علاقات اجتماعية مبنية على المودة والرحمة والعطف والمشاركة والتوجيه والإرشاد والثقة...دون أن يحس الأبناء على أننا نكبلهم بمجموعة من التعليمات الواجب اتباعها، وإلا إشتاط غضب الأمهات والآباء . خوفنا عليهم يجعلنا نغلق أمامهم الآفاق ، فتسود الحياة في وجوههم ، ويضيق الأفق في أعينهم ، فيكون رد فعلهم عنيفا رفضا وتمنعا وعصيانا، نحن من ندفعهم إليه بطريقة لا إرادية .
فهل هذا هو الأسلوب الذي يجب علينا أن نسلكه في معاملة من نحن مسؤولون على تربيتهم وتعليمهم ؟
طبعا العاقل من يجب : لا لا لا ...
وبالرجوع إلى الامتحانات أنصح بأن يعامل الآباء أبناءهم بطرقة عادية وخاصة أثناء الوضعيات الإختبارية ، وألا يضغطوا عليهم ، ويوفروا لهم السبل المؤدية إلى النجاح دون أن يحس المستهدف بأنه يحظى برعاية ، سلوك من هذا القبيل يدفع إلى ازدياد الثقة بالنفس  ، والإحساس بالمسؤولية ...
وتجنبا لكل خلخلة في نفسية المقبلين على الامتحانات تسلحوا بالتركيز والهدوء واحترام الوقت وعدم إجهاد النفس والدقة عند اتخاذ القرارات مع التروي، فما خاب من اتخذ من التعليم قضيته الأولى ، وتجنبوا بعض الشعارات التي تعشش في عقول من أرادوا النجاح دون بذل مجهود حتى لا تهتز ثقتكم بأنفسكم ، والله ولي التوفيق .
المربي الحقيقي هو من يهتم بإعداد الجانب النفسي حتى يكون الممتحن في الوضعيات الصعبة متوازنا ، يتوقع المحنة ويستعد لمواجهتها دون تأفف أو تبرم أو تواكل ...
بقلم الأستاذ محمد الملواني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق