Translate

الأربعاء، 22 أبريل 2015

قصيدة للشاعر والكاتب مصطفى بلقايد " ذي الهيفاء"


أَصاحِ وَذي الْهَيْفاءُ تُشْفي سَقامي ***** وَفي عِطْرِها مِسْكٌ كَذَوْقِ الْمُدامِ
دَخَلْتُ عَلَيْها خِدْرَها تَحْتَ ظُلْمَةٍ ***** فَصاحَتْ أَأَنْتَ ظالِمٌ لِلْكِرامِ
فَقُلْتُ لَها هَمْساً وَفي الرّوحِ جِذْوَةٌ ***** بَلى إِنَّني أَتَيْتُ صَوْبَ الْحِمامِ
فَقالَتْ أَتَمْلِكُ الشَّجاعَةَ غاصِباً ***** لِحُرْمَةِ قَوْمٍ مِنْ أُصولِ الشِّهامِ
فَإِنْ صِحْتُ يا قَوْماهُ جاؤوا لِنُصْرَتي ***** كَسَيْلٍ عَنيفٍ مِنْ عُيونِ الْغَمامِ
فَقُلْتُ لَها يا فاتِنَ الرّوحِ إِعْذِري ***** حَبيباً يَذوبُ بِاللَّظى مِنْ غَرامِ
أَطَلَّتْ وَعادَتْ ثُمَّ قالَتْ بِنَبْرَةٍ ***** كَنَبْرَةِ عُصْفورٍ شَدا في الظَّلامِ
لَأَنْتَ غَبِيٌّ فَالْهَوى يُفْسِدُ الْكَرى ***** وَما يَعْتَريكَ نَشْوَةٌ مِنْ حَرامِ
فَأَقْسَمْتُ مُخْلِصاً بِأَنّي مُعَذَّبٌ ***** وَقَدْ أُضْرِمَتْ صَبابَةٌ في عِظامي
فَمُنْذُ رَمَتْني أَعْيُنٌ بِرُموشِها ***** عَرَفْتُ بأَنَّ الْحُبَّ خِلُّ اللِّئامِ
فَقالَتْ وَفي جُفونِها بَعْضُ ريبَةٍ ***** أَنا لَسْتُ مِنْ نِساءِ قَوْمٍ طَغامِ
وَإِنْ كُنْتَ تَهْواني حَقيقاً بِعِزَّةٍ ***** فَما هَكَذا الْهَوى بِدونِ احْتِرامِ
فَقُلْتُ لَها وَاللّهِ ما رُمْتُ خِسَّةً ***** فَقَطْ جِئْتُ في تَسامُحٍ وَسَلامِ
وَكَيْ يَهْدَأَ الْفُؤادُ مِنْ حَرِّ لَوْعَةٍ ***** وَأَحْظى بِقُرْبٍ مُثْلِجٍ وَوِئامِ
وَما جِئْتُ كَيْ أَرومَ فِعْلاً مُحَقَّراً ***** وَلا جِئْتُ كَيْ أَرومَ شَنَّ الْخِصامِ
فَقالَتْ وَمُحَيّاها يُضيءُ بَشاشَةً ***** فَعُذْراً فَقَدْ خَجِلْتُ مِنْ ذا الْكَلامِ
وَمِنْ حَيْثُ جِئْتَ عُدْ لِتُرْضي مَشاعِري ***** وَذُقْ لَذَّةَ الْهَوى بِكُلِّ اسْتِقامِ
فَطَأْطَأْتُ رَأْسي خاضِعاً لِقَضائِها ***** وَعُدْتُ إِلى بَيْتي لِحُلْمِ الْمَنامِ
وَمَنْ يَكُ مَهْووساً بِحُبِّ غَزالَةٍ ***** يَرى ساعَةً في حُرْقَةٍ مثْلَ عامِ
وَقَدْ صِرْتُ بَعْدَ عُرْسِنا أَسْعَدَ الْوَرى ***** وَعِشْنا الْهَوى صِرْفاً بِدونِ مَلامِ
وَلي الْآنَ خَمْسُ صِبْيَةٍ مِنْ فِراشِنا ***** وَهُمْ أَصْلَحُ الْأَنْجالِ بَيْنَ الْأَنامِ
...................................................................................................
الشاعر والكاتب مصطفى بلقائد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق