Translate

الاثنين، 3 أغسطس 2015

" من لي بمثل سلمى " بقلم الصقر الجارح


ما كنتُ أحسَبها تقوى على بُعدي **** تلك النبيلةُ أو تجزيني بالصَّد ِّ
راحت فعيشيَ من بَعدها نكَدٌ **** كـأنها أخذت في جيبها سَعدي
همٌّ وغمٌّ وأحزان مصاحبةٌ **** إنَّ الحياة بلا سَلمى لكالرّند ِ
لولا الوشاةُ ولولا بعضُ شرذمةٍ **** والحاسدين عبيد السَّوطِ والجَلْد ِ
من لي بمثل سُليمى في محاسنها **** والعقلِ والدِين والأخلاق والمجد ِ
خودٌ تعلَّق قلبي في شمائلها **** ما ينسلي أبدا عنها ابنم الوغد ِ
ذوقٌ وسحرٌ مثيرٌ في تكلُّمها **** ناهيك عن دَلِّها والخصرِ والقد ِّ
في طرفها حَوَرٌ يسبيك ناظرهُ **** أهدابها مِشرطٌ للروح والجِلد ِ
ثغرٌ ظريفٌ وأنفٌ دقَّ منخرهُ **** والجيدُ فتنتُه تُغريكَ بالأود ِ
كأنّ برقًا يلوح في تبسُّمها **** في ريقها رُقيةٌ تُغني عنِ الشَّهد ِ
خدٌّ أسيلٌ وفرعٌ ذيلُ سابحةٍ **** كمًّا وطولاً فيا لهْفي على رُشدي
رُمَّانتاها كبيْض الحِجلِ حجمُهما **** ممشوقةُ النّهد والأرداف والزَّند ِ
بزَّت وفاقت جمالاً كلَّ غانيةٍ **** لا مثل سُعدى ولا سلوى ولا دعد ِ
من راءها أبدا صِيبت مقاتله **** ما في تهيُّمه والعشق من بُد ِ
سِيَّانِ مبصرُها إن كان ذا نزقٍ **** أو كان منقطعا للذِّكرِ والزُّهد ِ
بهيَّةُ الطَّلِّ قد زانها خجل **** محسودة الفضل من أترابها اللُّد ِّ
شَطَّت أصيلاً ودمعُ العين منحدرٌ **** والشمسُ كاسفةٌ والبيتُ كاللَّحد ِ
والقلبُ يأبى بأن يرضى لها بدلاً **** حتّى لوَ انَّ الرِّضى ذاك في الخُلد ِ
رُغم الطوافِ به في كلِّ ناحية **** من أرضِ روم إلى هندٍ إلى نجد ِ
هيهات هيهات أن تلقى لها شبهاً **** ولو تزيَّنت الأقمارُ بالورد ِ
كم قد لعبنا معا وكم أُغيلمةً **** حتى كبِرنا وطار السَّعدُ للنَّكْد ِ
كانت مُناي التي أحببتها عرَضاً **** والحبُّ من طبعه ياتي بلا وعد ِ
كانت أنيسي وأفراحي وخالصتي **** كانت ردائيَ ما أحسستُ بالبرد ِ
ليتَ العيون التي غابت على عجلٍ **** رقَّت لقلبٍ هواها العُمر بالجَهد ِ
صبراجفوني على اللأواء واصطبري ****إن البكاء على من غاب لا يُجدي
تأبى حياتيَ إلا أن تعاكسني **** يادهرُ مالكَ تسعى دائما ضدِّي
أهوى حبيبي وحبي غير مُكترثٍ **** بَيْد الغواني فتهواني بلا عد ِّ !؟
اللهُ يعلمُ أني ما أخالفهُ **** في حبِّ سلمى ولا سلمايَ في ودي
إنَّا لنهوى وما نُلغي مروءَتنا **** مثل اللئام ومثلِ السُّوقة المُرد ِ
يا صقرُ حلِّق الى ذاك الجميلِ عسى **** يحنو لرؤيته إيَّاك من بَعدي
واسأل غزاليَ عن أحوالها معهم **** إن كان عندهمُ العطفَ الذي عندي
وقل لروحيَ في رفقٍ وفي أدبٍ **** ما كانَ ضركِ لو أسعدتّ لي جدِّي
كيما نخيِّبَ ظنَّ الشَّامتين بنا **** ونُسعد الكون بلهَ الاهلِ والجد ِ
قد صار كلُّ جميلٍ بعدكم سمِجاً **** والبحرُ في حزنه جزرٌ بلا مد ِّ
روحي فديتكِ روحي غير نائيةٍ **** لا كان هذا بكم آخر العهد ِ
متى رغبتِ مُنايَ في مقابلتي **** فإنني حيث ُ فارقتني وحدي
لازلتُ أقصدُ أطلالاً لنا دُرست **** بعد الرحيلِ إذا ما هزّني وجدي
إني لأذكركم ما طاف طيفكُمُ **** بل ما حييتُ وفي أنفاسكم قيدي
.......................................................الصقر , جغبير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق