Translate

الثلاثاء، 5 مايو 2015

قصيدة بعنوان " ضَعي على قبْري ورداً قليلاً ..." للشاعر أبو فيروز


تَمرَّدي على قلبٍ وبخني نَبْضُهُ 
لكي أرى معالي أحزانكِ واضحةً أكثرْ
و تمتدُّ يدُ الصباحِ إلى نكهةِ عينيكِ
تُحررُها من سذاجةِ الأنوثةِ
تُعلمُها كيف تُخفي حزنها الفراشاتُ
تَمرَّدي كأي موجةٍ ولدت زبدَا
ليصبحَ محلولُ جوادي أخضرْ
و الهلالُ الهاربُ من أنينِ نافذتي
قَاتِلتي الطيبةُ أنتِ ، عطركِ أخضرْ
سأحرمُ قلبي من ألقابهِ كلِّها
و أمنحُ فارسَه ألقاباً طَعمُها أخضرْ
سيدتي كوني على عرشِ القلبِ أميرةً
تليقُ بأحزاني وهي تنمو كبرتقالةٍ خارجَ الكنايةِ
لا تأسفُ على شرفةٍ تطل على شرفةٍ
يقصُّ أشجانَها على العابرينَ وجعٌ أخضرْ
تَمرَّدي ... كي تكوني
لن تكوني غيرَ جاريةٍ
تتمنى رِضى جوارحي
لترقصُ يوماً على معزوفةٍ
تُصاحبُ أنينَ الحطبِ في موقدي
و يكونُ قلبكِ مرصداً لذكرياتٍ
أراقبُ برجَها وما سيحملُ من مفاجآتْ
ظَبيةََ تحملُ على عاتقها سيئاتِ الصَّحراء
تمرَّدي ...
تَجرَّدي من هيولاكِ ،لا تترددي
فصومُ نهديكِ بلا معنى خارجَ حُدودي
و علِّمي عيونكِ كيف تحتالُ على خوفِها
إذا تربصتْ بها تعاليمُ قيودي
و كوني امرأةً ،كلُّ شيءٍ فيها إستثنائيٌّ
رنينُ خطواتِ ظلها فوقَ الإسفلتْ
ساديةُ كعبها العالي
تَمرَّدي كي تَسُودي
و لا تنسيْ أنكِ علةٌ لأِسبابِ وجودي
لتستردَّ الحدائقُ معنى طيشِها
فلا معنى للحدائقِ في عينيكِ بلا طيشِ ورودي
تَمرَّدي ... وكوني رحيمةً في قتلي
و اترُكي بصمةَ حماقاتِ عينيكِ دليلاً
و اكتبي على قبري أيَّ شيءٍ
أيَّ شيءٍ يكونُ جميلاَ
و لتكنْ قصيدةً ، دمُها أخضر قليلاَ
إذاً ...تَمرَّدي
و كوني أجملَ ما في الموشحاتِ
حمامةً عادتْ من شجونِ الرباباتِ سالمةً
و حطتْ بيضَها في شرفةِ سجني
أَحَبُّ إلي من إخوتي
كوني غابةً تحتفي بأحزانِ العصافيرِ اليتيمةِ خلفَ الضبابِ
مساءً ، وتُخفي الظلالَ الصغيرةَ عن عيونِ الهلال
و كوني إذا شئتِ واحةَ عطرٍ
كلما اقتربتُ منها ، أَخذَتها مني يدُ السرابِ
كوني ماتشائينَ ... متى تشائينَ
بائعةً لفاكهة الوهمِ في شوارعِ روما
مرضعةً لصغارِ الآلهةِ
لا تكوني كالذئاب
فخيطُ الفجرِ يخيفُ ذكورَ الذئابِ
تمردي ...و هرِّبي أجملَ حفيداتِ العنب
ستُعيدها إلى نبيذِي يدُ السحابِ
تَمرَّدي وكوني عصاميةً في انتقاءِ أدواتِ قتلي
سأكونُ مديناً لكِ إذا اخترتِ لقَبري مكاناً ظليلاَ
و علقي على بابه حدوةَ حصانٍ وأيقونةً ضد الحسدْ
و قولي لهمْ
كانَ يعشقُ الموتَ على يدي قليلاَ
تمردي و كوني نورسةً إذا أردتِ
أنا أحبُّ النوارسَ في حريمي
فكلُّ من تجرأَ و قبَّل يديكِ قبلةً يُطردْ
و من قبلها قبلتينِ يُجلدْ
تذكري ، أنكِ تتمردين بأمري
و لا تنسيْ أننا توأمانِ مُختلفانِ
و أن عينيكِ سعيدتان بأحزاني
فالجرارُ لا تعرفُ الثمالةَ
و النبيذُ يملأُ أحشاءَ الجرارِ
تجنبي شؤمَ بحاري
فالأعاصيرُ من بناتِ بحاري
تَمرَّدي ،وكوني ما تشائينَ خيولاً ... سيولاً
و كوني لقلبي قِطَعَ الغيارِ
يا توأمَ الهلالِ المنسيِّ في خلايا مذكرتي
يا غرورَ لعبتي
و ياطيورَ فرحتي
و حبراً تمردتْ أشجانُه على لغةٍ
بنيتُ أعشاشاً لها في أقفاصِ حريتي
تمردي ... فأنتِ حينَ تتمردين
تصبحينَ أجملَ أنوثةٍ مما تتصورين
و أقدمَ حزنٍ من أطلالِ خولةَ
و أجملَ من وشمٍ يزينُ ذراعَ بودا
يفضح دموع إخوتي
و أقربَ إلى عرقِ الحقولِ من خضرتي
تَمرَّدي أكثرَ فأنتِ حين تتمردين
تصبحينَ أطولَ عمراً من سيرة هلالٍ
توقفَ سنتينِ يحرسُ شرفتي
يُطمئنني أنكِ ماتزالينَ عرشاً من نهوند
إذاً تَمرَّدي ،و لا تأسفي على قتلي
و اتركي وراءكِ ، فوقَ قبري دليلاَ
و ليكنْ ورداً أحمرَ قليلاَ
تَمرَّدي و كوني أسعدَ القاتلاتِ
من سلالةٍ بكتْ لبكاءِ الواقفينَ على بابِ الغمامِ
و جرحاً يتفقدُ أتباع فرحتهِ
يُجفِّف دمعها كي يعودَ إليها سربُ الحمامِ
و تُصبحينَ وطناً على جلده ينمو زغبُ السنابلِ
و تصبحينَ أروعَ مما تتصورين
أظرفَ من طعنةِ عازفٍ في ظهر الكمنجات
تُرضعني حزنَها ، إذا لم أجدْ مُرضعتي
و لم أجدْ عاصفةً تكسرُ أشرِعتي
فكوني عاصفتي كي أقولَ كسرتها أجملُ العيونِ
إذا عدتُ ولم أجدْ طيفكَ واقفاً أمام قبري
و لم أجدْ في الطريقِ موجةً تدفعُ زورقي
و لم أجدْ لسجنِ عينيكِ بديلاَ
و كانَ حظِّي أن لا تعشقيني إلا إذا كنتُ قتيلاَ
تمردي على قشدةِ النبيذِ في الشفاهِ
حرِّضِي خوفكِ ضد المرايا
و كُوني عصاميةً في انتقاءِ أدواتِ قتلي
وكوني رحيمةً
و اتركي غيمةً لألقاكِ تحتها أو دليلاَ
و امنحيني ساعةً كي أقرأَ عليكِ وصيتي
" ضعي على قبري ورداً قليلاَ
و ليكن ورداً أحمر قليلا "
::::::::::
الشاعر ابوفيروز * المغرب *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق