الرسم شعر صامت يولد من استنطاق مشترك بين المبدع عبر الألوان والقارىء الناقد عبر قراءة كاشفة يتشكلان فيها معا .
هكذا يصبح المعراج الروحي رحلة بحث عن دلالة تتوارى خلف رموز انفلتت من الذاتي المنغلق على نفسه إلى الإنساني المشترك . لوحة وزعت الأدوار من جديد قديم في نفس الآن. خطيب في درجة عليا بدون ملامح . وضعية تجمع بين الغناء والصلاة والابتهال. وتأتي رتبة التلقي من جمهور مكون من بعض الشخصيات التي تستبطن بدواخلها وجوها أخرى بدون ملامح . ويبقى الغائب الحاضر ذلك الصوت او الخطاب الذي من أجله حصل الحشد على متعة الإنصات . اي سياق هذا الذي تساوت فيه سبل التلقي ؟ اي معنى هذا الذي يتوارى فينا جميعا خلف الصمت ونحن نتشكل عبره - في اختلاف - وهو يفقدنا متعة الذوب في الآخر . هذا الخطاب الصامت يمنحنا فرصة الحلم وهو يخذرنا بفعل إرادي. حول القديسة يتجمهر الكل في حلم جماعي يبقي على حرية التداعي ليقيم للحظة طابعا اسطوريا يذكرها بسلطة كوكب الشرق " ام كلثوم " وهي تغني في عشق وبهاء ، كما تمر أمامنا خطابات مماثلة موزعة بين الإمام أثناء الصلاة وبين الرئيس والأب والأم وكل من مثل وضعية سلطة في تداعياتنا المختلفة . المحور هو الخطاب والسلطة. وما عبرت عنه اللوحة بحث عن دلالة تكسب الوجود معنى آخر بعيدا عن الرضوخ والاستسلام والتبعية . للمبدعة رسالة إنسانية عليا في صيغة لم تتشكل بعد لقيامها على مساءلة الراهن . ما جدوى الخطاب الملفوظ اليوم ؟ ما دوره في إدراك خصوصية الواقع الجديد الذي لا يكاد يستقر على حال . الفنانة الشاعرة "إنسان كوني " مسكونة بهوس البحث عن ارقى صيغ التواصل مع معطيات واقع متحول باستمرار . اللوحة معاني صامتة . وقراءتها استنطاق لأنواع الآثار التي تحدثها في اللاوعي المتحدث . الجميع في قاعة انتظار كبيرة . والخطاب العلوي يستمد أهميته من الشروط التداولية التي تميز درجات تلقيه . وحين يلتبس الخطاب بالمقدس يجمع حوله من الناس من لا يتساءل عن طبيعته ورهاناته . ولا يفهم هذا الخطاب الا بمقدار ارتباطه بما يسمح به من تاويلات . أهميته في علويته ورهاناته مقبوضة في عموميتها. لوحتك استفزت فينا كل معاني البحث عن انتماء مشترك يضمن لنا شغب الاختلاف . رائعة انت ايتها الفنانة وانت تناوشين فينا التمرد والثورة على سلطة خطاب فقد جدواه ..مودة بلا حدود ..ثريا بن الشيخ . من المملكة المغربية العريقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق