Translate

الأحد، 7 أغسطس 2016

أيام الرماد / بقلم رانيا اقلعي


اليوم طويل والنشاط قليل، هكذا تقضي علياء أيامها، ظلام الغرفة رفيقها ووصلات الدواء تكسر بعضا من مللها، اشتاقت اللقمة لأحشائها والابتسامة لشفتيها، وسئمت الستائر من وضعيتها الروتينية وحجبها لنور الشمس ولمنظر البحر الجميل، تفتح عينها في الثالثة ليلا، لتعيش نمطا من حياة تطفلت عليها، تستلقي على ظهرها مغلقة عينها، ودميعات تتسرب من بين رموشها، لا تستطيع فتح عينها فهي لن تتحمل ما تراه، تحس فقط بلمسات ساخنة على جسمها، وبنفس دافئ يداعبها غصبا، وكلما طلبت سرا من الله استعجال آذان الفجر كلما زاد ألمها، لا تتذكر ما بين هذه اللحظات وما بين صحوتها الحقيقية، لكنها متأكدة أنها لا تحلم، خدوش على جسمها وإرهاق يلزمها الفراش وحالات الإحساس بالأمومة وأعراض الحمل تزورها من وقت لآخر، لم يصدق أحد ما تمر به، ظنوا أنه وهم عالق بذهنها، لكن لم ينفعها المعالج النفسي ولا شيئ...
ظلت على حالها أياما، حتى اختلط واقعها بوهمها ولم يعد هناك فرق بين لحظات الحقيقة ولحظات الثالثة ليلا.
رانيا اقلعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق