Translate

الثلاثاء، 12 مايو 2015

قصيدة " لي أرنبان توأمان... " للشاعر أبو فيروز


لي أرنبان توأمان 
وجدتهما يتأملان ضعف مسلتي
خريفان يشحذان عاصفة 
و ينتحلان انفاس شرفة
تطل على امرأة تائهة في عطرها
في ذهنها بحار ضاقت بخطوة زورق
لي أرنبان توأمان
معي أينما رحلت ، لا يتعبان
مني ، يبعثران نغم اللونِ
يقتسمان كعكتي و نبيذي
ودردشة سخيفة عن بداية الكونِ
وصفقة في دموع دالية
قد يختلفان مؤقتا حول نكهة الحزنِ
وجدوى المجاز في الرسائل القصيرة
أصغي اليهما يوشوشان
مختلفان لكن لا يختلفان
بينهما مسافة قبلة
تضيق أكثر إذا نمت ، يتعانقان
يتحدانِ يبتعدانِ ، ثم يتحدان كراقصين
انا لي أرنبان توأمان
اتفقد أحوالهما
يسردان علي أحزانهما
يسرقان مني حبة قمحي كالحمامْ
ومن رذاذ حلمي لهما جرعتان
يحتسيان زبيب الأحلامْ
ويغسلان ذنوبهما بدمعي
و يسرقان مني عرق الغمامْ
على جدار الغروب لوحتان
على صدري ، وجدتهما في نفس المكان
لي أرنبان توأمان
تأملتهما هما هما و نزق الطفولة لايختلفان
ألذي في اليمين مجرد دعابة
و شعار اليسار خمرة تلهث خلف سحابة
سألت امرأة تتأهب كي تغير ملامح ضحكتها
قلت أين أجد لشتائي معطفا
قالت و ما شأني أنا ...!
قلت أبحث عن قصيدة تباغتني
تملأني عن آخري و تفرغني
لها سجايا زرقتي
لها غموض السفر
قالت ، أنا لست رغيفا لأكون خصمك
و لا كمنجة تحلب من عمرها غيمة
لكن رأيت أجنحة الفراشات تحترق
سألتها هل من امرأة تدلني عليّ
تعيد النظر في وسائل موتي
فأهديها حكمة السنديان
قالت ماحاجتك ...!
قلت أرسم مملكة
قالت المملكة تحتاج الى شهود
قلت أنا وهي يكفي
قالت ستحتاج الى جنود
قلت ما حاجتي اليها
أنا وحيد في حلمي
قالت والحدود ...!
قلت إذا كانت
سازرع حول رمشها ورود
قالت ستحتاج إلى شعب
قلت وحدها حبيبتي شعب
إمتدت أصابعها إلى شفتي ، قبلتها
قالت للذي على اليمين قطيع سنونوات
بنت سلما لأحلامها من جلد ظلالك
قلت للذي على اليسار كذلك
قالت للذي على اليمين خرافة
تأكل من كعكة خيالك
قلت للذي على اليسار كذلك
قالت للذي على اليمين حانة
و ليل يتغدى ريعه من خبز جبالك
قلت للذي على اليسار كذلك
قالت للذي على اليمين كمان نرجسي
إذا مسك فحيح جرحه تلاشيت فيه كأنك منه
فتأخذك منه شرارة لها صفات من هلالك
قلت للذي على اليسار كذلك
هما أرنبان توأمان
يحتسيان نبيذ عمري
يأكلان من طفولتي ، ويكبران
كل يوم يكبران
و يملآن كأسي بالكلام
و أنا كل يوم تفضح ضحكتي دمعتان ...
الشاعر ابوفيروز
* المغرب *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق