في مهب الغياب
ضيفا على الذكرى أحل جرحا في
الكتاب...
و أرى كيف تذهب مني حياتي إليكِ
و أرى أثري يفـترش
السحاب...
و أسأل طيرا يحلق في سماه ،
أ هناك ما يكفي من الكلمات
كي يعلو مجازي
على جرح أبدي و أنساه ،
أ فعلا يحتاج الجرح شعرا ؟
ليرسم قمرا من
عذاب...
و هل ستمسح كف السحاب الغبار
عن قصيدة المهملة ،
هنا انكسر القلب و تاه الظـل و تهاطلت
سنوات الأسئلة ،
و وقع الصدى مِنِّي
ليفترش سرير الشعر و يُغني
على شاطئ النسيان قلب
و للقلب حب، و للحب جرح
و للجرح دمعة
و كتابْ...
و للمرآة وجه، و للوجه صدى
و للصدى مجاز، و للمجاز يد من
ضبابْ...
تفتح النافذة لغذ يسرق الحاضر مني
يستهويني
فأرى جرحي و أتبعه ،
و أرى ظلي على الأرض فأرفعه ،
حتى يشفى من الياسمين...
يا قلبا عوّدتهُ على الحب و الخنجر ،
يا قلبا أدثّرهُ غذا بالنرجس و السعتر ،
يا امرأة علَّمْتُها كل أسماء
الحنينْ...
و على بعد خطوتين منها كنت أرتجل اللقاء ،
و كنت أرفع رأسي صوب السماء ،
و أقول بصوت دعاء متهدج
حزينْ...
آه لو عشقت الثريا حبة الثرى ،
لكانت للقصائد عناوين أخرى ،
و لتغير طعم الرمل
و السنينْ...
هنا في آخر المجاز
لا النجمة تهوي و لا العاشق يطير
هنا يبقى العاشق وحيداً
و يذهب الصدى بعيداً
و لا يعودْ...
هنا يفارق الندى خذ
الورودْ...
و أنظم هذا النشيد الأخير
سلاما على عاشق لا يموت فيه مسك
الغزالْ...
دمعه يعتصر قطرة قطرة ،
بيد يمنى تخطه و أخرى تحضن جمرة ،
و يد ثالثة تتسلل قدرا يمحو ما رسمته على
الرمالْ...
من قلوب و سهام ،
من وعود و كلام ،
لأشد أوتار القيثارة لنشيد
الوداعْ...
و أخرج من رحيل لأدخل في رحيل
و أنسى بحة الذكرى و الطفل القتيل
و ما خلَّفَ رجْعُ الغناء فيَّ من
صداعْ...
كنت أُسرع تحت رذاذ المطر
كنت أُسرع ولا شمس لي
لي فقط حزمة من
اللأوجاعْ...
آه كم انتحب القلب عند أعتاب
الأنينْ...
و كم من إحساس عرف،
و كم من دمعة ذرف،
ليروي عطش هذا
الحنينْ...
آه يا قلبي في جسدي مدينة
للجروحْ...
أجهل الدخول إليها،
و أجهل الخروج منها،
تغزل الذكريات
و تعْصُرُ إسفنج الأحلام و الرغبات
و تمضي تقرع أجراس الكنائس
و الروحْ...
و تقرع صدر الليل بألف وجه شاحب،
ماذا تملك المرآة ؟
غير وجه غريب و أعزل كالراهب،
هذا دمه من لاعج النوى فاض ليله،
و هذا قلبه من ندى الهوى تغير شكله،
من قلب بلا حب
إلى حب بلا قلب ذاق طعم
الشجنْ...
و من ورد بلا شوك
إلى شوك بلا ورد عاد في
كفنْ...
لم أزل حيًّا و لو ميتا،
أرد عليَّ رمادي و أنادي
حلَّ السماويُّ في الجسدي
فكيف الفكاك من سطوة
الجراحْ...
و كيف الأريج ينجو من سطوة
الرياحْ...
لا بد إذن من زينة للكتابة
فليكن الدَّمعُ نهراً
أسودْ...
عما قليل سأنساكِ خبراً و أثراً
كأنكِ لم تكوني،
و سألْتَفُّ باسمي سائلا جنوني،
إلى أين تحمل قلبي؟ إلى إي صليبٍ
تصعدْ..؟
كلام الضوء في القلب يبكي
لا حب أعلى، لا حب أقوى و لا ضوء
أبعدْ...
يا وريث يوسف في الغربة،
هذا دمك فإياك أن
تشربْ...
اغسل قلبك الشهيد،
من الوريد إلى الوريد،
و لا تُصَدّق مجاز ك الأول
لأن تلميذ الفراشة يا بُنيَّ
يتعبْ...
و يا غناء قلب مات حبا
هاأنت تُبْعَثُ من جديد،
كما يبعثُ النشيد،
من رماد موشّحٍ
اعشوشبْ...
أنا لا أنا في حضرة هذا القصيد
أنا أضمخ استعارتي الأخيرة بزي
الغريب...
و أرسو بجناح النسيان خشبة لا تحمل
عروقا تذوب،
ما من قصيدة تأتي و ما من
شاعر يثوب،
و ما من ثريا تعلّقُني على خشب
الصليب...
أنا المعافى الآن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق