التوجيه التربوي من العمليات التربوية التي تكتسي أهمية كبرى لارتباطها بالمسار الدراسي المستقبلي .
الإنسان يحيا حياة واحدة لذا يجب أن يكون توجيهه توجيها يتناسب وقدراته ومهاراته ، حتى لا تكون هذه الحياة مبنية على توجيه خاطئ ، وفي القيم الدينية والمنطق العلمي : ما بني على باطل فهو باطل .
ولتسهيل عملية التوجيه يجب أن تتكاثف الجهود من طرف كل المتفاعلين مع المحيط التربوي من مجتمع مدني وفاعلين اقتصاديين ومجالس مقاطعات وجمعية الأمهات والآباء والأولياء والأساتذة والمشتشار في التوجيه والإدارة التربوية ... لأنها مسؤولية مشتركة بحكم ارتباطها بآفاق أبنائنا .
إن عملية التوجيه التربوي لا تعني الاكتفاء بإعطاء التلاميذ معلومات حول مسارهم الدراسي المستقبلي فقط ، أو هي مسؤولية و اختصاص متدخل واحد وهو" المستشار (ة) في التوجيه" بل العملية مرتبطة بمشروع التلميذ الذي يجب أن يعده على الأقل منذ التحاقه بالسلك الثانوي الإعدادي ، مشروع يعتمد في منهجيته على:
1) الملاحظة والاكتشاف .
2) الفهم والتبلور .
3) التحليل والتصنيف.
4)الاختيار واتخاذ القرار.
وتجدر الإشارة هنا أن السائد هو تفضيل المتعلمين بعض المسالك والشعب على أخرى دون الرجوع إلى القدرات والميولات وعتبات التحكم . إن التوجيه الحقيقي هو الذي يستجيب لحاجيا المتعلمين ورغباتهم وميولاتهم ، وليس بناء على توجيه أطراف خارجية .
المدرسة المغربية الجديدة تربي أبناءها على الشخصية المستقلة القادرة على اتخاذ القرار فلنعط أبناءنا هذه الفرصة ، ونشجعهم على هذا النهج التربوي ، ولا يعتبر اختيار مسلك أو مسار مهني إلتزاما تاما نهائيا بل يمكن تغيير التوجيه متى أدرك المتعلم أن المسلك المختار لا يستجيب لقدراته حتى لا نضيع كفاءات وقدرات بتوجيه قد يكون خاطئا .
والآباء غالبا ما يتدخلون في توجيه أبنائهم باعتبارهم أكثر خبرة في الحياة فينوبون عن أبنائهم في التوجيه ، وهذا الأسلوب خاطئ لأنه يربي في المتعلمين الاعتماد على الغير في جميع الوضعيات، وبالتالي نساهم في تكوين شخصية اتكالية ، وهذا ما لا يرغب فيه أحد .
وخلاصة القول للمتعلم الحق في اختيار المسلك الذي يرغب فيه ، ويبقى دور الاطارف الفاعلة من آباء وأساتذة وموجهين وغيرهم دور توجيهي ييسر ويسهل في هذه العملية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق