عرفته منذ زمن قديم ، كان طفلا صغيرا متوسط
القامة مشرق القسمات ، يعيش في مدينة متاخمة للعاصمة الإدارية " الرباط"
مدينة نشاطاتها جلها فلاحية مع بعض الأنشطة الحرفية ...مكان للعبور... ، المارة
يعدون الأيام ويؤرخون بالأحداث والوقائع .
كان كباقي نظرائه حريص على المواعيد
...المدرسة و اللعب ولا شيء غيرهما ، رغبته في الانفتاح على آفاق جديدة دفعته إلى
تقدير المدرسة ومعلميها حبا تارة وخوفا تارة أخرى ، وأمه لم يكتب لها أن تدخل المدارس وتتعلم إلا أن
خبرتها في الحياة شكلت وقودا شحنت به ابنها البكر ، دفعته إلى الجد والمثابرة لأن
المدرسة في عرفها هي المكان الوحيد الذي سيجعل من ابنها إنسانا له مكانته في
المجتمع .
واصل الطفل دراسته وأمه خلفه تفرح لنجاحاته
وتفخر به أمام الجيران ، الذهاب إلى الجامعة كان حلما يراوده ، وعندما كان يفكر
فيه يضحك ظنا منه أنه حلم مستعص لا يمكنه أن يتحقق . دعامات الأم النفسية والمادية
جعلت الحلم حقيقة والصعب سهل...
أدرك حينها بعد أن أصبح شابا يافعا أن الأمهات بفطرتهن
يستطعن أن يدفعن أبناءهن إلى ركوب التحدي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق