Translate

الأربعاء، 15 يوليو 2015

قصيدة بعنوان " إﺫا لم تجدها ...! " مقطع 1و2، للشاعر أبو فيروز


إِذَا لمْ تجِدها ...
خذْ من أَبجديةِ التكوينِ مُضغةً من طَعمِها
لكي تحمي عَرائسَها من غُرورِ الزنابقِ 
و صورةً لها و هيَ تتعلمُ ركوبَ الخيلْ
خذْ سحرَها الساحليَّ الذي أَنفقتْ عليهِ من حُلمها
وخُذْ حِبرَها المَلكِي
كي تردَّ على سؤالٍ ستطرَحُه عليكَ إذا لم تجدها
ولا تنسَ هُدهداً يأتيكَ بغرفةِ نومها
ربما تكسبُ عطفَ انتظارِها
فيُسعفكَ احتفالُ المفرداتِ بسحرِ المجازِ
فالمجازُ أقلُّ ألماً من ألمٍ لم يأتِ بعدْ ...
إذا لم تَجدها ...
على المائدةِ الصغيرةِ ضع مساءَك الصغيرْ
على ذراعيهِ تصحو كمنجةٌ و أُخرى تنامْ
تَحقِن جفونَ زريابَ بالأرقِ كي لا ينامْ
كنْ حريصاً في تأثيثِ مسائها
فهي تحبُّ على المائدةِ كتابَ " الأميرْ "
و إن لم يكن ...
فكأسيْ نبيذٍ وباقةَ فلٍّ و وردْ
إذا لم تجدها ... مقطع 1 و 2
خذ آخرَ احتمالاتِ حالةِ طقسِ عينيها
فنيسانُ في عينيها ماكرٌ كالمدنِ العتيقةِ
فهي قد تُطلُّ ذاتَ ربيعٍ منها عليكَ بين السحابِ من بعيدْ
فمن شهيقِ حُبيباتِ الضوءِ على صدرها سيولدُ فجركَ
على يديكَ ، و تُصبح عيناك عاصمةَ مُلكها من جديدْ
فكُن شاهداً أنيقاً على طقوسِ زينتها التي فاحَ منها حرٌّ و بردْ
إِذا لمْ تجدها ...
ولم تجدْ نكهةَ البراري لذيذةً في غُروبها
خذْ رشفتينِ من شفتَيها الصارِمتينْ
كن جديراً بها
وباختلافِ الليلِ والنهارِ في أسمائها
أعلَى من الصنوبرِ قليلاً ، أعلَى من ذنوبِها
ضعْ تاجَها المبللَ بالياسَمين
تأتيكَ قبلَ أن يَرفَّ زوجُ الحمامِ ويسرِقا منكَ الهديلْ
خذها إليك ، و احْتمِل قدحاً من يديها قدْ يخذلُ أيَّ ردْ
إِذا لمْ تَجدها ...
خذْ خارطةً للحدائقِ المعلقةِ في جناحَيها و شُرفتينْ
و استَبِقها إلى حيثُ أجملُ أصدافِها منفاكْ
إلى إِسمها المقدسِ حيثُ تنامُ رفاتُ خيمتها
كي تطلَّ عليها ، إذا لم تجدها مرتينْ
ربما تَطلعُ من دموعِ المغنينَ سحابةٌ
ظللتكَ ، ثم سقتكَ من خوفها عليكَ جرعتينْ
فاستغفرْ ضَعْفها ، و انتشرْ حولها مولى وعبدْ
إذا لم تجدها تُسلي ضفائرَها في انتِظَارك
و لم تجدْ على شفتيها فُسيفساءَ أنوثَتِها
تروِّضُ مناخَ ابتسامتِها الخجولْ
فاحذرْ تشابهَ القرنفلِ
و ادخلْ مساءَها صباحاً
قبل أنْ تكسر حلمها حماقاتُ الفصولْ
فلا وقتَ للرَّباباتِ و اعتذاركْ
فانسيابُ جدائلها قد تصيبكَ منه ضربةُ شمسْ
إذا لم تجدها وصلتْ بعد غدْ
الشاعر ابوفيروز
~ المغرب ~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق