Translate

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

التلميذة الباحثة عن الطمأنينة.ا.ا.ا


عند كل بداية موسم دراسي استقبل التلاميذ وأخص بالذكر الموجهين من التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي الإعدادي ، استقبلتهم كالعادة أتعرف عليهم ويتعرفون علي ، وأمدهم باللوازم المدرسية ، وأعرفهم على النظام الداخلي للفصل ، وكم كانت دهشتي كبيرة عندما لاحظت تلميذة مترددة خجولة تبحث عن مكانة لها داخل الفصل ، بحكم التجربة أدركت للوهلة الأولى أنها تلميذة متميزة تبحث عن شيء لا أعرفه .
وبما أنني أتعامل مع فئة عمرية شديدة الحساسية ( 12 سنة ) بينت لهم الدور الأساسي للمدرسة ، دور متمثل في ربط علاقات تواصلية مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين ، وعند الحديث عن الأسلوب المعتمد في تقديم الدروس بجميع مكوناتها ، بينت  أن الضرب أو العقوبات النفسية والجسدية بجميع أنواعها ممنوعة ، التلميذ يتخذ من المدرسة دعامة تساعده على التعلم والقدرة على حل المشكلات .
بعد انتهائي من الحديث أحسست على أنها وجدت ضالتها وارتاحت ... فبادرتها بالسؤال : ما حاجتك أيتها التلميذة ؟
أجابت والبشر على وجهها : الآن يمكنني أن أطمئن لك يا أستاذي ، لقد أزلت عني حملا يؤرقني .
أدركت حينها أن العقوبات تربي في نفس أبنائنا الصغار القلق والحقد والاضطراب النفسي والكراهية للمدرسة والساهرين على شؤونها .المدرس الحقيقي هو الذي يكتسب ثقة المتعلمين لا عن طريق الضرب والعدوانية وإنما بدفعهم إلى احترامه وتقديره والأخذ عنه بجهده وعمله وحرصه على مصلحة المتعلمين .
ومنذ ذلك الوقت أصبحت العلاقة بيني وبين هذه التلميذة وثيقة ، ومن الرموز الدلالية في ما بيننا سؤال:  " هل أنت مطمئنة ؟ " ، فتجيبني بلا تردد : نعم ، أنا مطمئنة .
قصة قد تبدو بسيطة ولكنها خلفت فعلا قويا في نفس صاحبتها وفي نفسي بالإضافة إلى باقي التلميذات والتلاميذ داخل الفصل .
الأستاذ محمد الملواني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق