Translate

الجمعة، 7 يونيو 2013

صداقة في مهب الريح للتلميذة سهام حجية

كانت لي صديقة أحببتها كثيرا, كنت اعتبرها أختي الثالثة , درست معها 3 سنوات و لم نفترق أبدا , تقاسمنا كل شيء , كنت أجد فيها كل صفات الصديقة الحميمة الوفية , حتى لو حدث و تخاصمنا يوما محبتنا لبعضنا لم تتغير و لو لوهلة , الكل كان يرى فينا مثال الصديقتين المثاليتين . إلى أن أتى ذلك اليوم الذي تغير فيه كل شيء , لقد أعطانا استاذ تمرينا كي ننجزه داخل القسم , لكنه استعصى علي فطلبت منها مساعدتي لكونها صديقتي , فأجابتني صارخة :"اوووف ! اسكتي , انك تشتتين تفكيري "  . لقد آلمني جوابها كثيرا , فحزنت و تخاصمت معها لأنه لو كنت مكانها لما فعلت ما فعلت . 
          و مضت أيام على خصامنا , فإذا بي اكتشف أنها و جدت صديقة أخرى لها و نسيتني , حتى أنها لم تذرف دمعة  من أجلي بينما أنا امضي وقتي جله في البكاء و النحيب , لقد كان بوسعي أن افعل نفس الشيء معها لكن نفسي لم تسمح لي بذلك , فان كانت هي نست كل الأوقات التي مررنا بها بسهولة , أنا لن أنسى , و لا يهمني من اخذ مكاني من بعدي فبقايا الذئاب لا تأخذها سوى ...... .
        بعد أيام , جاءت وطلبت مني السماح , ففرحت و ظننت أنها اكتشفت خطأها لكن مع الأسف لم تعد البنت التي اعرفها لقد أصبحنا ثلاثا و قلب الصديق لا يتسع لاثنين , حيث أصبحت تجلس معها في نفس الطاولة , و تبادلها الحديث و صارت صداقتهما تقوى يوما بعد يوم دون أن يعيراني الاهتمام و أصبحت كظل يتبعهما أينما ذهبتا , لقد كنت أموت ألف ميتة كل يوم و أنا أشاهد ذلك المشهد , فلا اشعر بالدمعة حتى تهطل من عيناي فما أقسى لحظات اشتياقنا لشخص لا يعلم ما نعانيه من اجله . لم يكن أمامي اختيار آخر غير ذلك فكان يكفيني أن أبقى معها .
         لكن الآن لقد تعبت من اعتبارها لي كلعبة تلعب بها كما تشاء , و كفى دموعا فقد ذبلت عيناي , كفى حزنا فالألم أصبح هواي , و كفى خوفا فالظلام أصبح مأواي , لقد أهديتها مفتاح قلبي لكنها ضيعته . أنا لا أتخلى على الأشخاص الذين أحبهم بسهولة لكنني أيضا لا أتمسك بمن يشعرني بان وجودي و عدمه واحد ..

        ونصيحة مني لمن سيقرأ هذه القصة , لا تسمح لشخص أن يكون لك كل شيء , لأنه إذا رحل ستبقى دون أي شيء. 

هناك تعليق واحد: