كانت لي صديقة أحببتها كثيرا, كنت اعتبرها أختي الثالثة , درست معها 3 سنوات و لم
نفترق أبدا , تقاسمنا كل شيء , كنت أجد فيها كل صفات الصديقة الحميمة الوفية , حتى
لو حدث و تخاصمنا يوما محبتنا لبعضنا لم تتغير و لو لوهلة , الكل كان يرى فينا
مثال الصديقتين المثاليتين . إلى أن أتى ذلك اليوم الذي تغير فيه كل شيء , لقد أعطانا
استاذ تمرينا كي ننجزه داخل القسم , لكنه استعصى علي فطلبت منها مساعدتي لكونها
صديقتي , فأجابتني صارخة :"اوووف ! اسكتي , انك تشتتين تفكيري " .
لقد آلمني جوابها كثيرا , فحزنت و تخاصمت معها لأنه لو كنت مكانها لما فعلت ما فعلت
.
و مضت أيام على خصامنا , فإذا بي اكتشف أنها و جدت صديقة أخرى لها و نسيتني , حتى أنها
لم تذرف دمعة من أجلي بينما أنا امضي وقتي جله في البكاء و النحيب , لقد كان
بوسعي أن افعل نفس الشيء معها لكن نفسي لم تسمح لي بذلك , فان كانت هي نست كل الأوقات
التي مررنا بها بسهولة , أنا لن أنسى , و لا يهمني من اخذ مكاني من بعدي فبقايا
الذئاب لا تأخذها سوى ...... .
بعد أيام , جاءت وطلبت مني السماح
, ففرحت و ظننت أنها اكتشفت خطأها لكن مع الأسف لم تعد البنت التي اعرفها لقد أصبحنا
ثلاثا و قلب الصديق لا يتسع لاثنين , حيث أصبحت تجلس معها في نفس الطاولة , و
تبادلها الحديث و صارت صداقتهما تقوى يوما بعد يوم دون أن يعيراني الاهتمام و أصبحت
كظل يتبعهما أينما ذهبتا , لقد كنت أموت ألف ميتة كل يوم و أنا أشاهد ذلك المشهد ,
فلا اشعر بالدمعة حتى تهطل من عيناي فما أقسى لحظات اشتياقنا لشخص لا يعلم ما
نعانيه من اجله . لم يكن أمامي اختيار آخر غير ذلك فكان يكفيني أن أبقى معها .
لكن الآن لقد تعبت من
اعتبارها لي كلعبة تلعب بها كما تشاء , و كفى دموعا فقد ذبلت عيناي , كفى حزنا فالألم
أصبح هواي , و كفى خوفا فالظلام أصبح مأواي , لقد أهديتها مفتاح قلبي لكنها ضيعته
. أنا لا أتخلى على الأشخاص الذين أحبهم بسهولة لكنني أيضا لا أتمسك بمن يشعرني
بان وجودي و عدمه واحد ..
ونصيحة مني لمن سيقرأ هذه القصة ,
لا تسمح لشخص أن يكون لك كل شيء , لأنه إذا رحل ستبقى دون أي شيء.
شكرا استاذ
ردحذف