Translate

السبت، 23 مايو 2015

الشاعر أبو فيروز " القيتارة التي ..."


القتارة التي...
قامة هيفاء ،جمال صقلته بعناية شديدة على امتداد سنوات ،بل كان على حساب أشياء أخرى حكمت عليها ظلما أو لنقل إلتباسا ، شرّعت جميع نوافذها بسخاء وسذاجة البتولات ،لم تترك نجمة إلا و وجدت لها دورا في مسرح خيالها ،الجمال مرادف للخلق ،كانت مملوءة عن آخرها بذلك الآخر الذي ستمنحه كل جينات أنوثتها ،وهي مشغولة في رسم ذلك الآخر ،ومن غير سابق إندار ، شاب لاشيء يجعله مختلفا ،لكنه ربما تقاطعت صورته مع إحدى التي في مخيلتها ، أو لنقل في مرسمها المملوء عن آخره تقريبا ... نظرة فابتسامة فموعد فلقاء ... و بدأت الرحلة ... لقد وهبته كل ما تملك من حب وبدون أي تحفظ ،لقد أصبح كل شيء في حياتها ، وهو لم يكن يحلم بصيد ثمين جمالا وخلقا، لذلك لم يبخل عليها ... ودارت الأيام وهما في أوج سعادتهما ، فكرت في أن تباغته بهدية تزيده تعلقا بها، فاهتدت الى بطاقة هويته... لم يسبق له ان احتفل بعيد ميلاده و لم يكن يحلم أن يتوصل بهدية في يوم ما ،إحتالت عليه.... عرفت أنه يتمنى أن تكون له قتارة ، إقتنت قتارة من النوع الجيد، إستدرجته، قالت هاهي قتارتك ،تلعثم قليلا ،ثم قبلها قبلة طويلة حتى كاد يلتهم شفتيها و هو لا يصدق ما يرى ... بدأت تلاحظ برودة في الإهتمام بها، أسئلة كثيرة بدأت تنغص عليها فرحتها و التي ظنت أنها أبدية، همه الوحيد هو مداعبة القتارة ، بل كان يغازلها في حضورها، لقد أخذت مكانها، بل أصبحت تغار منها ، لم تستطع تحمل ذلك السلوك ، تألمت كثيرا، لكنها فكرت أن تنتقم لنفسها منها ، ذات يوم في حضورها، و هو في أوج فرحته ، أخبرها أنه غيّر بعض أوتارها وأنه سيؤلف معزوفة، إحتقنت خدودها غضبا ، أخذت القتارة منه بطريقة عنيفة جدا، و بدأت تضرب بها الأرض إلى أن أصبحت قطعا ، و هو في أوج الذهول أغمي عليه ، أخذته بين ذراعيها لكي لايسقط على الأرض . هدأ غضبها ، لكن ويدها على صدره لاحظت أن قلبه قد توقف عن النبض ، لم تستطع أن تتحمل ذلك ، بدأت تفقد السيطرة على أعضائها ، ثم تهاوات هي كذلك بعد أن توقف قلبها ...
الشاعر ابوفيروز
~ المغرب ~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق