Translate

الأربعاء، 27 يوليو 2016

سبايا آريس / بقلم الدكتور محمد منوني


.........
1
عبلة 
ـــــــــــــــــــــ
.وأنا صغير كنت احلم
أسير على الشاطئ
أداعب ضفائر الرمال
تدنو مني قبلات المويـجات
أركض فرحا نحو الماضي
أطوي طائرات من ورق
احملها حروفا
وأمنيات لتعبر المدى
كانت أحلامي تطفو
حينا في عيون عبلة
وحينا كنت أنادي الطيور المهاجرة
لنكتب معا قصائد الحب
ونغنى لحلمنا العربي
وها أنا اليوم حائر
ما زلت أراقب السماء
انتظرها أن تدنو بالمطر
أو ترياق لهلوسات الكتب السوداء
ترسم خريطة للحرية
تبني جدار أمل من حجارة الشهداء
وتنثر من جديد ذكريات العطر
حين كنت أغازل لغتي
الريشة جافة... الأوراق بيضاء
وما زلت انتظر قبلة
من قصائدي المعلقة على حائط المبكى
وفرحة موج البحر
تداعب ضفائر الرمال
وقد بللتها عيون القطر
لتبعث حروف الفراشات
وتملأ الفضاء شعرا
ما زلت انتظر صرخة
تنفض عنها خيوط العناكب
غبار الغياب القاتم
ولعنة المقابر المنسية.
وأنا صغير كنت أحلم
أما الآن فقد أنهكتني عروبتي
لم تعد الأعلام ترفرف
هي الأخرى استكانت
مثل حبيبتي عبلة
تقدم التحية ... تنحني
لتقبل كل العابرين.
.....
2
شهرزاد
ـــــــــــــــــــــ
على ضفاف البحر المائلة الى الشرق
انتحل الموج كل الصفات
أغوى شهرزاد
فغاص بها آريس حيث يريد
رغم انها لم تعرف شيئا عن الحب
ولا الغوص المباح.
هتك بياض اناشيدها
أغرق كل حروف قصصها
البسها لعنة الأمسيات الحارقات
ادخل قصائد افروديت مخدع المومسات.
و الزبد النائم في الوحل يحلم بعيون الشقراوات.
تحملها اليه اعين الربيع القاتمة
على أجنحة الحمامات التائهة.
هناك حيث تغرق الأغاني الصغيرة
و كل ترانيم الأنبياء
التي رقصت لها في الماضي كل السنابل
مع اشراقات الفراشات
التي مازالت تداعب ظفائر السراب
وتغني لطيف الألوان
لعله يمتزج من جديد
يرتوي منه الثلج
ويكسو أجنحة الحمام
..............
3
الخنساء
ـــــــــــــــــــــ
اصطفت كل الحروف
على جنبات البحور
بنسق ايقاعي مخبون
تبكي ضياع القافية
لم يبقى لها إلا رواية
تجترها القوافل أينما حلت
تسقيها من لبن الإبل لعلها تبلغ الروي
كل الصفوف مشطورة
والأشجار السامقات يسكنها البوم
ينظر بعين العاشق للحروف المجرورة
ودموع قصائد الرثاء
التي قصت من جفون الخنساء
واحرفاه. .. واشعراه. ..
أين نذهب بكل المعلقات
وقد حلت مكانها الجماجم
لم يبقى إلا صدرك يا خنساء
تأوي جفوننا
تظم بكاءنا
ننتظر أن تحرق
أو أن تبعث مع العنقاء
..............
الدكتور محمد منوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق