Translate

السبت، 1 أغسطس 2015

" الزوجة الأخرى " بقلم Reda Mohammed Gobran


الزَّوجةُ الأُخرى
و(أملُ المستضعَفِين)
سَمَاحَاً إِنْ جَفَا قَلبي الوِدَادَا
وشِعري فِي النِّسا بالِّلومِ عَادَى
رَسُولُ اللهِ حَبَّبَ كُلَّ خَيٍر
وَرَبُّ الخَلقِ قَلَّدهُ العِبادَا
وَفَضلُ اللهِ أَوجبَ كُلَّ شُكرٍ
عَن النَّعماءِ فَاجتنبِ اقتِصَادَا
وإِنِّي شاكرٌ ليزيدَ رَبِّي
مَتاعِي فِي الدُّنَا نِعَماً عِدادَا
وَأرجُوهُ السَّلامةَ مِن أُناسٍ
إِلى المَعروفِ قَد زَرَعُوا القَتَادَا
وَقَد فَوَّضُّتهُ عَن كُلِّ أَمري
وَعن أَهلِ الرَّذِيلةِ مَنْ تَمَادَى
وَمَنْ جَهِلَ الأَوامرَ والنَّواهِي
وَمَنْ فِي النَّاسِ بِالتَّضيقِ نَادَى
وَمَنْ زَرَعَ العَداوةَ فِي نُفوسٍ
عَلى يَأسٍ وَألبَسهَا سَوَادَا
وَمَنْ هَدَّ البُيوتَ بِسَاكِنيها
وَبَيْنَ النَّاسِ قَد نَشَرَ الفَسَادَا
وَمَنْ جَعَلَ السَّعادةَ في شَقاءٍ
فَأعْجزَها فَما بَلغتْ مُرادَا
وَمَنْ أَسقى الخَلائقَ كُلَّ مُرٍّ
وَصَيَّرَ كُلَّ فَاتنةٍ جَمَادَا
لَحاكَ اللهُ يا مَن صِرتَ عَوناً
إِلى الزَّوجاتِ قَد رُمتَ انتقَادَا
أَليس اللهُ شَرَّعَ كُلَّ خَيرٍ
وَحَلَّلَ فِي الوَرى (مَثنىً) وَزادَا
(ثَلاثاً) إِنْ أَصاب وكان عَدلاً
(فَأربعُ) في الشَّريعةِ إنْ أَرادَا
وإنْ وَهبتْ مُحَصَّنةٌ بنفسٍ
تُريدُ السِّترَ فاغتنم الوِدَادَا
نِساءٌ قَد ظُلمنَ بِعُرفِ قَومٍ
وَفي الأَعمارِ جَاوزْنَ انتِهَادَا
بَلغنَ اليأسَ والأَحلامُ صارتْ
إلى الأَضغاثِ قَد مِلنَ اعتِيَادَا
وَصارَ العُمرُ بالعَبراتِ يَمضي
وَفي الآمالِ سَابقنَ الجِيادَا
وَصارَ الكُلُّ يَنعَتُهُنَّ ظُلماً
عَوانسَ بِئسما زَعَموا اعتِقَادَا
وَغَصَّ البيتُ بالفتياتِ لمَّا
رَفَضنَ الشَّرعَ _زَوْجاتٌ_ عِنَادَا
وَحَاربنَ التَّعدُّدَ مُؤمناتٍ
بأنَّ الزَّوجَ قد سَهُلَ انقيادَا
وأنَّ العَقدَ يَبْطُلُ إنْ تَعاصتْ
مُوافقةٌ عن الأُولى استِنَادَا
وزَاد الأَهلُ هَمَّكَ باتهامٍ
وَتكفيرٍ وعنكَ القَومُ حَادَا
وتُذكرُ في المَجالسِ كُلَّ حِينٍ
وتُلعنُ لا عَلا يَوماً وسَادَا
وتَنْعَتُكَ النِّساءُ بِكُل قُبحٍ
بلا عَقلٍ ولا قَلبٍ تُنَادَى
ويَرفعنَ الأَكفَّ مُلبِّياتٍ
إلهَ الخَلقِ فاحرمهُ السَّدادَا
وضَيِّقْ عَيشهُ ضَنكاً وبُؤساً
وقَلِّل مِثلهُ يَرجو ارتِيَادَا
وفَرِّج كَربَ مَن عَجزتْ عَليهِ
فَما عن جُرمهِ يَبغي ارتِدادَا
وبَدِّل عَيشهَا فَرحاً ويُسراً
ولا تَحكمْ على الأُخرى الحِدادَا
وسَلِّيها بِفضلكَ كُلَّ وَقتٍ
فَقسوةُ زَوجِهَا جَرَحَ الفُؤادَا
وجُرحُ القَلبِ أَعجزَ كُلَّ طِبٍ
يُعالجُ حُرقةً أبقتْ سُهَادَا
فَطِيبُ العَيشِ وَدَّعَها بِحُزنٍ
فَما ذَاقتْ لها عَينٌ رُقَادَا
ولا مَعنىً يَروقُ لها لتبقى
رَبيعُ العُمرِ عَجَّلهُ جُمَادَى
فَذَا حُكمُ النِّساءِ وَكَيدَهُنَّ
يَقسنَ الأَمرَ بالقلب اجتِهَادَا
ويَمقتنَ الضَّرائرَ رَافضاتٍ
فَيشقى مَن لَهُ أَملٌ فَآدَا
سَماحاً إِنْ قَسَا قَلبي فَإنِّي
رَقيقٌ مُشفقٌ يَأبى الكَسَادَا
سَأفدِي كُلَّ بَائرةٍ بسُوقٍ
يُقيمُ الوَزنَ لا يُثني جَوَادَا
فَتسعدُ بالهَنَاءِ وَكُلَّ خَيرٍ
و(لستُ بمُفردِي) أَبغي ازدِيَادَا

كتبها د. رضا محمد جبران
14/4/2009طرابلس الغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق