Translate

الجمعة، 16 سبتمبر 2016

أصابع شهوة العبث...أخيرة.../ بقلم احمد انعنيعة


كانت صورتها تتبدى في ذهني . تمشى أمامي ذهابا وإيابا...وتبتسم . تتلوى وترقص على حكايات قديمة..كنت أعرفها منذ الصبا ...فتاة كبرت معي..كانت ظلمتها تباغت وجهي ، تفزعني إن استغنيت عنها وتاهت عيني ..تهرب إن اقتربت منها...إنها تلهو معي...تتشابك صورها أمامي وتتشكل من جديد في صورة ملاك...تتراءى بيضاء في سواد الظلمة ثم تختفي ملامحها تماما . كانت تعبقني بذراعيها ، تعانقني وترسم شيئا لا أعرفه على خدي عندما تتقاطع شفتاها على وجهي...تداعبني...تنتابها نوبات ضحك تنتهي باختناقي وهي توشوش في أذني..أتبعها وأنا جالس في مكاني أينما رحلت...أتبعها عندما تصدحني هسهسات ريح عطرها... فتزيد من عطشي وهي تلهث حافية القدمين في ظلمتي الباردة...إني كنت أحلم بها.
لا وجود لها حولي..لا مكياج يحدد هويتها... قمت أبحث عنها في كل أركان بيتي..لم أتحسس وجودها قط...جلست أتأمل من حولي كل الأشباح بعينين جاحظتين...كتبت لها بالأبيض والأسود كل الأسماء...ولم يرد إسمها في لوائح دفاتر ذاكرتي...لا أحد من الذين ذكرتهم كان يحييني ...كنت مليا أتأملهم..أنصت إلى خطوات كل واحدة منهن...لبسني الحمق واعتراني الشبق...ضللني الخواء كثيرا...واشتعلت صورة إحداهن في أحشائي ...بدأت أفك حزام سروالي وأنا أرنو إليها بعينين ضائعتين وابتسم...عانقتها ...فالتصق جسدي بجسدها...سلبت روحي ...أحسست بالاختناق...استيقظت على الفور...تماسكت جلستي وأنا اصرخ فيهم : لماذا حرموها مني.إنها كانت تحلم بي...
احمد انعنيعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق