Translate

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

أهل الكهف


دراسة تحليلية للنص المسرحي " أهل الكهف " لتوفيق الحكيم



* القراءة الاستكشافية :
    1) ملاحظة النص :
  1/1) عتبة العنوان :
عنوان المسرحية " أهل الكهف " له حمولة دينية بحيث يربط القارئ أو المشاهد بأجواء قصة " أهل الكهف " كما وردت في القرآن الكريم ، وقبله في تراث المسيحية واليهودية .
2/1- عتبة الغلاف :
  يتصدر غلاف الكتاب على اليمين صورة مكبرة لرأس امرأة  أنيقة ذات عينين واسعتين زرقاوتين يعلوهما حاجبان مسطران كهلالين رقيقين متوازيين، وأنف رقيق مستقيم ، وشفتان حمراوان ، وجيد طويل ، ويظهر على كتفها الجزء العلوي من فستان أبيض اللون. وتشكل هذه الصورة البؤرة الأساسية في الغلاف ، وهي تجسيد لصورة الأميرة " بريسكا ".
  وخلف الصورة في الأعلى ثلاثة أشخاص أحدهما لا يظهر منه إلا رأسه في أقصى الصورة ، وبجانبه رأس رجل آخر يرتدي خوذة، وأمامهما يقف رجل ثالث يرتدي لباسا طويلا وينظر في اتجاه جانبي ، وقد وردت صورة هؤلاء جميعا بلون بني مختلط بالسواد .
  وفي الجانب الأيسر من الصورة يبدو شخصان بلون أخضر ممزوج بالسواد ، حيث يظهران بشعر كثيف في الرأس واللحية ، وأحدهما رافع يديه إلى السماء، ويمثلان شخصين من شخصيات أهل الكهف .
  ورفقة الصورة ورد عنوان المسرحية " أهل الكهف " بخط بارز يغطي الجزء الأعلى من الغلاف ، وتحته كتب على الجانب الأيسر اسم المؤلف " توفيق الحكيم " باللون الأسود.
       3/1 – الفرضيات :
- مسرحية " أهل الكهف " مشهد من مشاهد الصراع بين الإنسان وقوى خفية .
-  مسرحية " أهل الكهف " توثيق لمرحلة تاريخية .
2) تأطير النص :
       1/2 – توثيق النص :
 " أهل الكهف " من أشهر المسرحيات التي ألفها توفيق الحكيم ، وأما موضوعها فلم يخترعه وإنما استلهمه من قصة أهل الكهف الواردة في القرآن الكريم .
  وقصد توفيق الحكيم بتأليفه مسرحية " أهل الكهف " إدخال عنصر التراجيديا في موضوع عربي إسلامي .
       2/2- صاحب النص :
     توفيق الحكيم من مواليد الإسكندرية سنة 1898 م ، اتجه في حياته الدراسية الجامعية أولا إلى القانون ، وعند سفره إلى باريس لإكمال دراسته القانونية أمضى نحو أربع سنوات عكف فيها على قراءة القصص وروائع الأدب المسرحي ، واجتذبه الأدب ، ووجد في نفسه قابلية كبيرة للإنتاج والتأليف وبالأخص في ميدان المسرح ...
        3/2- النص مسرحية لتوفيق الحكيم ذو بعد تراجيدي بحكم تصويره الصراع بين الإنسان وقوى خفية .
  والنص المسرحي لا يستمد قيمته الأدبية الفنية من القراءة بل من تجسيد الشخصيات ، ولعب الأدوار .

* القراءة التوجيهية :

      1 -  الحــــــــدث:
مسرحية أهل الكهف صورة للصراع بين الإنسان وقوى خفية.
     2- الوقائـــــــع :
  - هروب أهل الكهف من الطاغية " ديقيانوس" الذي أقام مذبحة للمسيحيين واكتشافهم الحقيقة بعد خروج " يمليخا" لإحضار الطعام .
    - إحضار أهل الكهف إلى القصر  وإصرار" مشلينا" و"مرنوش" على الارتباط بالحياة الجديدة عكس
" يمليخا" الذي فضل العودة إلى الكهف.
    -" مرنوش" و"مشلينا "يعودان إلى الكهف على التوالي بعد أن تأكدا أن الحياة الجديدة لا تربطهما بها صلة .
    - عودة الفتية إلى الكهف واستسلامهم إلى الموت ، والتحاق" بريسكا" بهم لتموت إلى جانب حبيبها مشلينا، ثم إقامة شعائر دينية لتوديعهم.

* القراءة التحليلية :

  1) بنية النص المسرحي:
        1 /1) الزمان :
  ينقسم زمن المسرحية إلى قسمين  :الزمن  الأول ما قبل الحدث بثلاث مائة سنة ( عصر "ديقيانوس " الملك الوثني الذي أقام مذبحة للمسيحيين ، الزمن الثاني زمن الحدث ما بعد عصر" ديقيانوس" .
       2/ 1) المكان :
  الأمكنة تنقسم إلى ثلاثة أقسام نوردها بالترتيب حسب أهميتها :
أ- كهف الرقيم ، ب- القصر ،ج- المدينة...
      3/ 1) القوى الفاعلة في النص:
الوزيران : مشلينا ومرنوش ، الراعي : يمليخا وكلبه قمطير ، الأميرة بريسكا ، الملك الوثني ، الملك المسيحي ، الفارس ، جماعة الناس ، مؤدب الأميرة : غالياس .
     2) العلاقات الثنائية في النص المسرحي:
       1/ 2) الموت والبعث :
   تقوم مسرحية أهل الكهف على فكرة البعث ، البعث كما تجسد في استيقاظ الفتية من نومهم أو وفاتهم ، وفكرة البعث هذه التي استلهمها الحكيم من التراث الإنساني عامة  ، والعربي الإسلامي خاصة .
     2/ 2) الواقع والوهم :
  إن الصراع في مسرحية توفيق الحكيم لم يقم على الصراع بين الموت والبعث بل هي حرب أخرى بين الوهم والحقيقة من جهة ، ومن جهة أخرى بين الإنسان والزمن ، هذا الصراع الذي انتصر فيه الزمن والحقيقة على الوهم .

       3) الجانب التراجيدي في المسرحية :
-  بعث أهل الكهف وموتهم .
- ارتباط "مرنوش" بابنه وزوجته .
- ارتباط "مشلينا" بحبيبته الأميرة بريسكا .
- ارتباط" يمليخا" بغنمه وكلبه.
- التحاق" بريسكا" بنت الملك المسيحي ب"مشلينا" لتموت إلى جانبه في الكهف.
- إقامة شعائر دينية لتوديع أهل الكهف .

*القراءة التركيبية :
ملخص الفصل الأول
  تبدأ مسرحية الحكيم في كهف " الرقيم " حيث الظلام  لا يتبين فيه الإنسان غير أطياف ثلاث  وزيرين من وزراء الطاغية  " ديقيانوس " الذي أقام مذبحة هائلة للمسيحيين في عصره ، والوزيران من المؤمنين بالمسيحية الهاربين من وجه الطاغية . وقد اختار لهما الحكيم اسمين هما:" مشلينا" و"مرنوش"  أما الشخصية الثالثة  فهي: الراعي" يمليخا  "وكلبه قمطير ، وكان ثالثهم من أبناء معركة المسيحية الأولى . واستغرق وجودهم في الكهف ثلاث مائة عام ، ثم استيقظوا بمعجزة خارقة ، وشعرهم وأظافرهم طويلان بفعل تأثير الزمن دون أن يمس أعمارهم وأحاسيسهم وانفعالاتهم ...
  وتأخذ المسرحية في الحركة خارج الكهف إذ ذهب يمليخا  لإحضار الطعام  من المدينة ، وفي طريقه إلتقى بفارس فأبرز له يمليخا ما معه من نقود عارضا عليه شراء بعض صيده ، وعندما أخذها الصياد تعجب من كونها تعود إلى عصر قديم ، عصر ديقيانوس، وظن أن الراعي الغريب المنظر قد عثر على كنز . تركه الفارس مستغربا . وعاد يمليخا إلى صاحبيه ليقص عليهما ما وقع له .
  لكن بمجرد عودته سمع أناسا يسيرون في أعقابه إذ أثار منظره ونقوده فضول الفارس والسكان . وهنا تحدث حركة مادية نفسية يختتم بها الفصل اختتاما مؤثرا من الناحية الدرامية ، إذ لا تمضي لحظة حتى يشع داخل الكهف ضوء ، ثم يشتد اللغط ، ويدخل الناس هاجمين على الكهف وفي أيديهم المشاعل ، ولكن لا يكاد أول الداخلين يتبين في ضوء المشاعل منظر الثلاثة حتى يمتلئ رعبا ، ويتقهقر ، وخلفه بقية الناس في هلع ، وهم يصيحون صيحة مكتومة : أشباح .ا موتى .ا  .
 فأهل الكهف يجهلون أنهم مكثوا في الكهف سنوات طوالا نائمين في مغارتهم ، واكتشافهم الحقيقة .
ملخص الفصل الثاني
         تجري وقائع هذا الفصل في قصر الملك المسيحي ، حيث يظهر " غالياس " مؤدب الأميرة "بريسكا " ليخبرها أن كنزا من عهد " ديقيانوس " قد وجد مدفونا في كهف بوادي " الرقيم " . وطلبت منه الأميرة أن يذكرها بقصة جدتها القديسة بريسكا التي عاشت في نفس الفترة منذ ثلاثة قرون، وتحمل نفس اسمها ، وكانت تخفي دينها المسيحي عن أبيها الملك الوثني . كما أخبر "غالياس" الملك بنبإ المخلوقات المفزعة الهيئة التي تعيش في كهف وشكلهم ما قبل بدائي  وملابسهم غريبة ، وذكره أنهم الشهداء الذين هربوا بدينهم من "ديقيانوس" ، وقد تنبأت الكتب القديمة بظهورهم من جديد .
    وبعد لحظة جاء رهط من الناس بأصحاب الكهف إلى القصر ، وفور دخولهم ، صاح "مشلينا" : " لم يتغير شيء يا يمليخا ، ها هو ذا بهو الأعمدة كما تركناه أمس ".
  فكل منهم يربطه بالحياة الجديدة شأن خاص ، فهذا "مرنوش " يبحث عن زوجته وابنه ، وهدية يحرص على تقديمها لابنه كما وعده . وهذا " مشلينا " تربطه علاقة حب بخطيبته " بريسكا " ابنة " ديقيانوس" . وهذا "يمليخا" تربطه بالحياة غنم ترعى الكلأ في مكان لا يعرفه إلا هو ، وكلب يحرس غنمه .
  وبعد ذهاب" يمليخا" إلى المدينة  ليستطلع الأمر ، ويتفقد غنمه ، سرعان ما يعود إلى القصر ليخبر صاحبيه أن كل شيء قد تغير ، وأن هذا العصر غير عصرهم .
  ويفضل العودة وحيدا إلى الكهف من جديد لأن هذا العالم ليس عالمهم ، وأنهم أشباح موتى لا أصل لهم في الحياة ، والكهف هو ما يملكون من مقر في هذا الوجود . ويرفض" مرنوش" ومشلينا حتى هذه اللحظة من الأحداث أن يعودا إلى الكهف ." فمشلينا" مصر على مقابلة "بريسكا" ، و"مرنوش" مصر على لقاء ابنه وزوجته ، فهما  (مرنوش" ومشلينا) حسب تعبير" يمليخا" أعميان  لا يبصران ، أعماهما الحب .
ملخص الفصل الثالث
  بعد قضاء ليلة في القصر ، بقي " مشلينا " يتشبت ببهو الأعمدة ينتظر عشيقته " بريسكا" ابنة " ديقيانوس" ، وهو يعتقد أن الملك المسيحي الذي وجده في القصر قد قتل " ديقيانوس" وجلس على العرش مكانه ، ونصب نفسه قيما على "بريسكا".
 أما "مرنوش" فسرعان ما عاد إلى القصر ليخبر "مشلينا " بالحقيقة المروعة التي اكتشفها ، وهي أن زوجته وولده قد ماتا منذ ثلاث مائة عام ، فقد توفي ولده شيخا هرما في سن الستين ، مات قبل أن يفرح بهديته التي كان يحملها إليه، واقتنع في آخر المطاف ألا شيء أصبح يربطه بهذا العالم ، فهذا العالم المخيف المرعبة  لا مكانة له فيه ، ويعود إلى الكهف ليلتحق "بيمليخا".
  أما مشلينا فقد أصر على البقاء في القصر حتى يقابل عشيقته " بريسكا"، رغم اطلاعه على الحقيقة وهي أن " بريسكا" التي كان يعرفها قد ماتت منذ 300 سنة ، وأن التي يظنها "بريسكا " ليست إلا شبيهة بها ، فقد بقي متمسكا بموقفه ، وتعلق بهذا الوهم بعض الوقت ، ولم يسارع إلى العودة إلى الكهف كما فعل صاحباه ، وحاول بكل قوة أن يستميل إليه "بريسكا" ابنة الملك المسيحي، يذكرها بأشياء لا تعرفها ، وبوعود لم تسمع بها . ويسترسل في مغازلة" بريسكا" الجديدة يحسبها حبيبته القديمة . ثم يتبين له أنها حفيدة حبيبته ، ويتحول من الوهم والخيال إلى الحقيقة . ويدرك هو الآخر أن قلبه لم يعد هنا ، وأنه لا يصلح للحياة في هذا العصر ، فقد فات زمانه ، وتبدد الوهم وخضع للأمر الواقع ، وقرر إيثار الموت على الحياة كما فعل صاحباه ، فعاد هو الآخر إلى الكهف .
ملخص الفصل الرابع
  ترتبط أحداث الفصل الرابع بأحداث الفصل الأول ، تبدأ بلحظة استيقاظ الفتية وهم يشعرون بالتعب والاختناق ، ويتذكرون الأحداث التي جرت لهم ، ويتساءلون : أهم يعيشون في الحقيقة أم في الحلم ، وستحضرون كل الأحداث التي مرت بهم منذ خروجهم من الكهف إلى عودتهم إليه ، وقد اختلط عليهم الأمر ، إلا أنهم يستسلمون للواقع . ويقتنع" يمليخا "أنه لا يستطيع استئناف الحياة في هذا الواقع الجديد ، فيستسلم للموت . ويتبعه في ذلك "مرنوش" الذي كفر بكل شيء حتى بالبعث ، فمات هو الآخر .
  أما مشلينا فظل مترددا في أمره بسبب حبه " بريسكا الشبيهة بحبيبته ، وبهذا ارتبط بالحياة من جديد . ومن غريب الأقدار أن تحبه كذلك " بريسكا " بنت الملك المسيحي . وتأتي إليه في الكهف بعد أن تكون قد تيقنت من موته ، ولم تشأ المجيء إليه وهو على قيد الحياة لأنها مقتنعة باستحالة هذا الحب ، ومحال أن يجمعهما في هذا العالم ، وأصرت أن تأتي إلى الكهف لتموت بجانبه .
   ويموت "مشلينا " مؤمنا لأن قلبه يحب . وتنتهي المأساة بقيام الرهبان صحبة الملك بشعائر دينية لتوديع أصحاب الكهف . وبذلك يغلق الكهف بعد أن التحقت بهم بريسكا بعد شهر.

 



   
 عن مجلة إلكترونية بتصرف 
 






هناك 27 تعليقًا:

  1. mrciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

    ردحذف
  2. القصة جميلة ورائعة والذي اخترع القصة هو وعقله جميل للغاية

    ردحذف
  3. شكرررررررررررررررررراااااااااااااااااااااااااااااااا

    ردحذف
  4. tres important!'est vraiment tres bien c'est extaraordinaire

    ردحذف
  5. mercii pour ces informations formidables qui nous a bien servies

    ردحذف
  6. merci pour ces informations exeptionnelles et tellement formidables qu'elle nous ont servies à nos études d'arabe !!!!!

    ردحذف
  7. شكرا لك على هذا الموقع الرائع الذي كان قد تم الحصول عليها من قبل كان من الممكن استعمالها للتعبير عن المشاعر في باستعمال حروف

    ردحذف